رأيك في المدونات ؟

الاثنين، 1 مايو 2017

المكياج السينمائي موهبة حديثة نادرة الإتقان

تعددت أنواع الفنون والرسوم بأشكال وطرق مُختلفة، وانبثق منها فن الرسم السينمائي أو المكياج السينمائي وهو موهبة مبتكرة ومفقودة في الساحة الفلسطينية، تحتاج لإحترافية في الأداة لكي يتمكن صاحبها من صنع علاقة ما على سطحٍ محدد، وعلى الرغم من أن الكثير لا يستهوي تلك المواهب ولا يمنحها أي إهتمام إلا أنها قد أحدثت نقلة نوعية، فاليوم ومن خلال هذا الفن يتمكن جميع منتجو الأفلام السينمائية من صناعة الوجوه المرعبة والأجسام المُخيفة عن طريق أدوات بسيطة تُجمع وتُمزج لتتحول لرسم سينمائي ذو دلالات مُعينة ومقصودة.

ملك التقي، ابنة ال14 عاماً، سكان مدينة نابلس، تستخدم العجين المصنوع بيديها من الطحين وأنواع مختفة من الصبغات لإنجاز رسمات سينمائية مُخيفة، يكاد الناظر إليها يُصدق أن من أمامه قد تعرض لحادث مُرعب وامتلأ جسمه بالجروح والكدمات.

تجربة بسيطة كفيلة لتكلل طريقها بنجاحات

بدأت ملك بتطبيق تلك الرسومات منذ سنة ونصف تقريباً، ونبعت الفكرة من دوافع ذاتية لا علاقة لها بالتقليد أو متابعة أي من الفيديوهات المنشورة لتلك الرسوم ومحاولة إنجاز ما يشابهوها.

في البداية قامت ملك بتقليد صورة قد رأتها عبر صفحات الإنترنت، مستخدمة الطحين والماء فقط، وعندما رأت أنها قد تمكنت من إنجاز شكل صغير يوحي بالخوف البسيط، أحبت ملك تلك الرسوم وبدأت بتطوير الأدوات التي تستخدمها لتتمكن من صناعة أشكال مُخيفة مماثلة لما نراه عبر شاشة التلفزيون، وبعد عدة تجارب حصلت ملك على العجين المناسب القريب من جلد الإنسان كي لا يُفرق الناظر إن كان هذا عجين أم جلد حقيقي، وكانت تلك الخلطة خاصة بها وبدأت تستخدمها في تجاربها لرسوم السينمائية.

حاولت ملك قدر الإمكان الإبتعاد عن أسلوب النسخ والتقليد، وصممت أن تكون معظم الجروح التي ترسُمها من وحيها الخاص، وبالفعل تمكنت ملك من صنع أفكار وتطبيقها على الأجسام مُختلفة عن ما يُدرج عبر مواقع وصفحات الإنترنت.

لولا الصعاب لما خُلق التحدي

وتحدثنا التقي قائلة:" واجهت العديد من الصعوبات في بداية تطبيقي لأكثر عمل أشعر وكأنه ينبع من قلبي، أمي وأبي كانوا أكثر الناس انتقاداً لي ولِما أفعل لم أتلقى منهم أي تشجيع على الإطلاق، ومع هذا لم أتخلى عن حُلمي وهو أن أصبح أصغر رسامة فلسطينية في الرسم السينمائي، ومع مرور الوقت أصبحوا من أكثر الناس محبة لِما أفعل وبادروا بتشجيعي على تنمية تلك الموهبة التي أشعر بالشغف كلما نطقت بإسمها".
وتنوه التقي أن أهم وأبرز أهدافها، إيصال معاناة الشعب الفلسطيني والإنتهاكات التي يتعرض لها يومياً عبر تلك الرسومات البسيطة ذات المعاني العميقة، وإيصال رسالة لجميع أنحاء العالم أن هناك مواهب فلسطينية متميزة على الرغم من صِغر سنها، تسطتيع أن تنافس المشاهير في دول الغرب لو توفرت لها الأدوات الخاصة والإحترافية.
وتطالب ملك جميع المسؤولين والقائمين على دعم فئة الشباب وتطويرهم، بإفتتاح تخصص جامعي أو معهد خصوصي لتمنية ودعم موهبة الرسم السينمائي، لتستطيع ملك وكل من يشبهها بتنمية تلك الموهبة التي تفتقرها فلسطين وتمتلكها دول الغرب، لتتمكن من منافسة كل تلك الأعمال التي نشاهدها عبر شاشة التلفزيون وتثبت أن هناك مواهب فلسطينية قادرة لصعود بأفكارها وطموحاتها نحو القمم.

مجموعة من رسومات ملك بأفكارها الخاصة 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق